الظن القهري لا يشمله التحريم

صورة العضو الشخصية
User

admin

الرتبة

مدير الموقع

مشاركات

1305

اشترك في

20 يونيو 2013, 17:28

مكان

Lebanon

الظن القهري لا يشمله التحريم

بواسطة admin » 20 سبتمبر 2013, 21:46

الشبكة الليبرالية السعودية تموز \ 2011م تحاور العلامة الأمين..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س ـ سؤال عقائدي عن رأي سماحتكم في العصمة المطلقة للأنبياء ؟ لا خلاف بين العلماء والعقلاء بأن الأنبياء لا يقعون في كبائر الذنوب ، ولكن ماذا عن صغائر الذنوب هل تعتقد بأن الأنبياء لا يقعون حتى في الصغائر؟ إن كنت تعتقد بذلك فكيف تفسر قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } حيث يصرح الباري عز وجل بأن الظن إثم ومن ثم يحكي لنا الباري عز وجل عن سيدنا النبي يعقوب (ع) عندما حُجز بنيامين في مصر رغماً عن اخوته ورجعوا من دونه وحكوا لأبيهم ما جرى كان رد النبي يعقوب (ع) عليهم {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} أليس هذا من الظن ؟ أوليس سيدنا النبي يعقوب كان مخطئاً في هذه الجزئية ؟

ج - لقد أجبت على هذا السؤال في ج7 (المجموعة 3) راجع العنوان : عصمة النبي (ص) والأئمة (ع) ...
فإنّ صغائر الذّنوب وكبائرها لا يليق ارتكابها بصاحب الرّسالة الذي يدعو الناس لاجتنابها. قال الله تعالى ( أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
قال الشّاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله .... عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وأمّا السّؤال عن الظنّ فإن المحرّم منه هو تطبيق الآثار عليه كأن تظنّ السوء بشخصٍ دون دليل وتقاطعه على ذلك الأساس أو يحاسبه الحاكم ويقيم عليه الحدّ الشرعي بدون بيّنة مثلاً.وأمّا الظنّ بوصفه حالة نفسيّة توجد في النّفس الإنسانيّة فهي حالة قهريّة لا تقع تحت الإختيار فلا يشملها التّحريم لاعتبار القدرة في التكليف. فالمحرّم هو العمل بالظنّ وليس الظنّ بنفسه.
وأمّا قضيّة النبيّ يعقوب عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة والسلام فالّذي يبدو من قصّته الّتي حكاها القرآن الكريم أنّه كانت لديه الدّلائل على قيام إخوة يوسف بعملٍ ما ضدّه لأنّه كان مطّلعاً على غيرتهم من يوسف وهو الأب الّذي يعرف طبيعة العلاقة القائمة بين أبنائه ولذلك نهى يعقوب ولده يوسف عن حكاية الرّؤيا الّتي رآها لإخوته كما جاء في القرآن الكريم ( قال يا بنيّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشّيطان للإنسان عدوّ مبين) وكان إخوة يوسف لا يخفون امتعاضهم من محبّة أبيهم الزّائدة ليوسف وأخيه كما حكى ذلك القرآن الكريم ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين، إذ قالوا لَيوسُفُ وأخوه أحبّ إلى أبينا منّا ونحن عصبةٌ إنّ أبانا لفي ضلال مبين) والله العالم بحقائق الأمور .

الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار

Powered by phpBB ® | phpBB3
cron